أحياناً قد لا تستجيب الخلايا في الجسم للإنسولين الذي يفرزه البنكرياس ولا يمكنها نقل الجلوكوز (السكر) في الدم وتحويله إلى طاقة يستفيد منها الجسم، وكنتيجة ينتج البنكرياس المزيد من الإنسولين لمساعدة الجلوكوز في دخول الخلايا وهذا ما يسمى بمقاومة الإنسولين ويحدث هذا في الغالب عند الأشخاص الذين يعانون زيادة في الوزن.
هل مقاومة الإنسولين هو مرض السكري؟
عندما لا تستجيب خلايا الجسم بشكل صحيح لإشارات الاتصال من الأنسولين فلا يستطيع الإنسولين التخلص من السكر الزائد في الدم؛ يؤدي ذلك إلى ارتفاع معدلات السكر في الدم، وبمرور الوقت يمكن أن تؤدي مقاومة الأنسولين المزمنة إلى الإصابة بمقدمات السكري ثم داء السكري من النوع الثاني إذا لم تُعالج.
وتحدث مقدمات السكري عند الأشخاص الذين يعانون مقاومة الأنسولين عندما تكون مستويات الجلوكوز في الدم أعلى من المعتاد، ولكن ليست عالية بما يكفي لتشخيص مرض السكري.
وهناك ثلاث أنواع رئيسية من مرض السكري:
السكري من النوع الثاني (T2D) .
السكري من النوع الأول (T1D) .
سكري الحمل .
:السكري من النوع الثاني
ويمكن أن تؤدي مقدمات السكري إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وهو النوع الأكثر شيوعًا من مرض السكري. ويحدث هذا النوع عندما لا ينتج البنكرياس ما يكفي من الأنسولين أو لا يستخدم جسمك الأنسولين جيدًا، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، وقد يؤدي إلى اضطرابات في الدورة الدموية والجهاز العصبي وجهاز المناعة.
وعندما تكون مستويات الجلوكوز في جسمك منخفضة، مثلما يحدث عندما لا تتناول الطعام لفترة طويلة، يحلل الكبد الجليكوجين إلى جلوكوز للحفاظ على مستوى الجلوكوز في جسمك ضمن النطاق الطبيعي.
لكن عند الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، لا تتم هذه العملية على نحو صحيح. إذ يتراكم السكر في مجرى الدم بدلاً من انتقاله إلى الخلايا. وكلما زادت مستويات سكر الدم، فإن خلايا بيتا التي تفرز الأنسولين في البنكرياس تُنتج المزيد من الأنسولين. ولكن في نهاية المطاف تصبح هذه الخلايا ضعيفة ولا تتمكن من إفراز كمية كافية من الأنسولين لتلبية متطلبات الجسم.
و يُعرف داء السكري من النوع الثاني بمرض السكري الذي يصيب البالغين، ولكن يمكن أن يبدأ خلال مرحلة الطفولة والبلوغ وهو أكثر شيوعًا عند كبار السن، ولكن الزيادة في عدد الأطفال المصابين بالسمنة أدت إلى المزيد من حالات الإصابة بالسكري من النوع الثاني عند صغار السن.
السكري من النوع الأول:
أما داء السكري من النوع الأول (الأقل شيوعاً) يحدث عندما يهاجم جهاز المناعة في الجسم الخلايا المنتجة للإنسولين في البنكرياس ويدمرها لسبب غير معروف وهو مرض مناعي ذاتي ومزمن، ويجب على الأشخاص الذين يعانونه استخدام حقن الأنسولين الاصطناعي للعيش والتمتع بصحة جيدة.
وفي حين أن السكري من النوع الأول لا ينتج عن مقاومة الأنسولين، ولكن يمكن للأشخاص الذين يعانون منه أن يواجهوا بعض المستويات منها حيث لا تستجيب خلاياهم بشكل جيد للأنسولين الذي يحقنونه.
سكري الحمل:
وبالنسبة إلى سكري الحمل فهو مرض السكري الذي يُشخص في فترة الحمل ومن مسبباته متلازمة مقاومة الأنسولين بسبب الهرمونات التي تصنعها المشيمة، وقد تؤدي الإصابة به لدى النساء التي تعاني من سكري الحمل إلى زيادة توافر التغذية للجنين، وربما يكون مسؤولاً عن زيادة خطر نمو الجنين الزائد أو إصابته بالسمنة.
وتُظهر الدراسات الوبائية من أوروبا زيادة خطر الإصابة بهذه المتلازمة لدى البالغين الذين يعانون من انخفاض الوزن عند الولادة. وقد يؤثر سكري الحمل ايضاً في نقل الخلايا للجلوكوز مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم ويؤثر في صحة الأم و الجنين.
ومع ذلك خلال فترة الحمل، يمكنك المساعدة في السيطرة على سكري الحمل عن طريق تناول الأطعمة الصحية وممارسة الرياضة، وإذا لزم الأمر، تناول الأدوية وإذا كنتِ مصابة به أثناء فترة الحمل عادةً ما يعود سكر الدم إلى مستواه المعتاد بعد الولادة بفترة قصيرة.
تأثير مقاومة الأنسولين على الجسم؟
عادة لا تسبب متلازمة مقاومة الأنسولين أعراضاً ملحوظة ولذلك لا يلاحظها أغلب الناس ولكن قد يؤدي تطور المتلازمة عادة إلى زيادة إنتاج الأنسولين؛ حتى يتمكن جسمك من الحفاظ على مستويات السكر الصحية في الدم، ويمكن أن تؤدي المستويات المرتفعة من الأنسولين إلى زيادة في الوزن، مما يؤدي بدوره إلى تفاقم مقاومة الأنسولين.
و قد يؤدي أيضاً إلى:
ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية.
تصلب الشرايين.
ارتفاع ضغط الدم.
أمراض القلب.
تغيرات في الجلد، مثل اسمرار شديد في جلد الإبط أو الظهر وجانبي الرقبة ، ويسمى هذا بالشواك الأسود.
أحد أشكال اسمرار الجلد الناتج عن مقاومة الأنسولين
وتعتبر مقاومة الأنسولين أيضًا السبب الرئيسي لمتلازمة الأيض، وهي مجموعة من المشاكل التي تحدث معاً وتسبب زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع الدهون الثلاثية والسكتة الدماغية ومرض السكري من النوع الثاني، ومن العلامات الواضحة لهذه المتلازمة هي اتساع محيط الخصر.
وقد يتأثر أيضاً مستوى تراكم الدهون الثلاثية به حيث إن التأثير الطبيعي للإنسولين على الدهون يكون أقل؛ مما يؤدي إلى تقليل امتصاص الدهون المنتشرة وزيادة عددها، و يسبب أيضاً تغييرات في الجلد حيث أنه المسبب الرئيسي في متلازمة المبيض متعدد الكيسات والتي قد تكون عاملاً يسبب الإصابة بالشّواك الأسود.
ولم يكتشف العلماء حتى الأن كيفية تطور مقاومة الإنسولين ولكن حددوا بعض الأشياء التي تجعل الشخص أكثر أو أقل عرضة للإصابة به. بالإضافة إلى ذلك، يكون كبار السن أكثر عرضة لمقاومة الإنسولين. ويعتقد أكثر العلماء أن الدهون .الزائدة في الجسم (خاصة حول البطن) والخمول البدني عاملان رئيسيان
المراجع: